العراق في كتب الرحّالة الاجانب
2 مشترك
منتديات حلمنا العراقي :: المنتديات الاجتماعية و الترفيه والفرفشه :: نادي الكاركتير والنكات والاخبار والصور الطريفه والمواقف المضحكة
صفحة 1 من اصل 1
العراق في كتب الرحّالة الاجانب
لم اجد مكانا لموضوعي فوضعته هنا وعذرا منكم
العراق في كتب الرحّالة الاجانب
توفيق التميمي
«وصلت الباخرة بغداد في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، كان على ضفتي النهر بيوت من طبقتين ملحقة بها حدائق صغيرة حسنة الترتيب، فيها مختلف انواع الزهور واشجار الفاكهة، وكان الناس جالسين على شرفات بيوتهم يستمتعون بالمنظر الذي امامهم».
هذا ليس حلماً مروياً عن بغداد وضواحيها بل صورة سطّرتها أنامل احد الرحالة الاجانب في القرن التاسع عشر اسمه «نواب حميد يا رجوتك»، وليس هو فقط بل عشرات الرحّالة من الهنود والبريطانيين والالمان والفرنسيين، من جاء منهم في حملة استعمارية او مجموعة سياحية او منقب آثاري أو مرّ سائحا فتعلق هواه بفتاة عراقية او شارع بغدادي كما حصل لسيرل بورتر والد الفنانة العراقية البريطانية الاصل امل بورتر. هؤلاء جميعا كتبوا عن العراق جغرافية ووقائع وبدائع جمال.. كتبوا عن عوالم انسانه السرية، عن ثروة اديانه الموزعة على الجبال وضفاف الاهوار واعماق بواديه... كتبوا عن طباع التسامح وحلاوة العشرة لدى اهله التي تجعل الغريب واحداً من اهل الدار... كتبوا كل شي عنه في أدب رحلاتهم الذي يعد تاريخا عراقيا مدعاة للفخر.
كتب هؤلاء الرّحّالة الاجانب ما ضاع من الحوادث الجسيمة والوقائع العظيمة والمشاهدات النابهة من تاريخ العراقيين والتي سقطت سهوا أو عمدا عن مذكرات الحزبيين ومرويات التاريخ المزور في كراريس التلاميذ، عن وهم «بلاد العرب من الشام الى بغداد»، وأغمضوا عيونهم عن التقاط صورة بلادهم وما فيها من بدائع وكنوز وفتنة بكل شفافيتها وتفاصيلها فتصبح كتب رحلات الاجانب هذه، واحدة من اكبر مفارقات العراق، لتكتشف عيون الاجنبي الرحّال ما لا تراه عيون ابناء البلد المحليين من مؤرخين وشعراء ومؤلفي الكتب المدرسية. فظلت مملكة المياه العراقية السومرية الساحرة مجهولة وغامضة، حتى جاء اليها غافن يونغ موظف الشركة البحرية في البصرة فتعلق بتلك العوالم الأخّاذه ورابط في اهوار العراق بقية سنوات عمره، فكتب كتابه الشهير «العودة الى الاهوار» عن معايشة واكتشاف حقيقي للهور العراقي في جنياته، في سحر مخلوقاته، في ثرواته المخبوءة والظاهرة، في تاريخ اديانه المطمورة في غرين ارضه الرخوة، حتى اصبح كتاب يونغ هذا مرجعا مهما من مراجع تاريخ مملكة الماء العراقية واسرارها السومرية الى الدرجة التي أصبح لا يمكن ان تخطط مشروعا او تعيد الحياة الى مملكة الاهوار، من دون ان تعيد قراءة ما كتبه يانغ «في العودة الى الاهوار»، ورحلات ماسينيون والالماني فريدريك زون قنصل بغداد في العام 1898ومذكرات غروبا في «آخر مذكرات الدبلوماسيين» الذين مّروا بالعراق، الغريب ان هؤلاء الاجانب كتبوا عن بلادنا كل خير لكننا ما زلنا نعاملهم ككتاب استعماريين، ونشكّك في نياتهم حتى من افنى منهم عمره وحياته للعراق كغافن يونغ وسيرل بورتر الذي تزوج في العراق ومات فيه. اليوم عندما نقلب دفاتر رحلات الاجانب نجد ان المدينة الساحرة التي صوروها في مذكراتهم، كمدينة تحتمل الجميع بدون تمييز او استثناءات ، وتتنزه نساؤها ورجالها على ضفاف انهارها من دون مضايقات او سلطات متزمتة. طباع اهلها التسامح والمحبة للغرباء، مدينة تفتح قلوبها ومضافاتها للجميع. فمثلا محلة صغيرة من محلات باب الشيخ كانت تحتضن الافغاني والايراني والهندي لتنتج خليط بغداديا عجيبا من التوادد والمحبة والحميمية التي لا يوجد نظيرها بين كل المجموعات البشرية في كل احياء العالم ومدنه. تتحسر على المدينة التي ضاعت وصور الحرية التي غابت والعنفوان الحداثوي الذي طمسته بساطيل الانقلابات وحطمته زمجرة الدبابات، تتحسر على حداثتها المفقودة وصور تطورها المديني التي لم تغب عن عدسة الاجانب هؤلاء، فعلقت في ذاكرتهم ومدوناتهم، فرسموا كل هذا الجمال الموشوم على القلوب والسجايا. الا تستحق كتب الرحالة مركزاً وطنياً بحثياً يوثق ما خسرناه من تاريخ العراق في صفحاته الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، يعيد للذاكرة الوطنية تاريخ التعايش ليس بين ابنائه بطوائفهم واديانهم، بل في علاقتهم الودية مع الغريب الاجنبي الذي يأتي سائحا فيعلق في حب الرافدين ويفنى في هواه؟
--------------------------------------------------------------------------------
العراق في كتب الرحّالة الاجانب
توفيق التميمي
«وصلت الباخرة بغداد في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، كان على ضفتي النهر بيوت من طبقتين ملحقة بها حدائق صغيرة حسنة الترتيب، فيها مختلف انواع الزهور واشجار الفاكهة، وكان الناس جالسين على شرفات بيوتهم يستمتعون بالمنظر الذي امامهم».
هذا ليس حلماً مروياً عن بغداد وضواحيها بل صورة سطّرتها أنامل احد الرحالة الاجانب في القرن التاسع عشر اسمه «نواب حميد يا رجوتك»، وليس هو فقط بل عشرات الرحّالة من الهنود والبريطانيين والالمان والفرنسيين، من جاء منهم في حملة استعمارية او مجموعة سياحية او منقب آثاري أو مرّ سائحا فتعلق هواه بفتاة عراقية او شارع بغدادي كما حصل لسيرل بورتر والد الفنانة العراقية البريطانية الاصل امل بورتر. هؤلاء جميعا كتبوا عن العراق جغرافية ووقائع وبدائع جمال.. كتبوا عن عوالم انسانه السرية، عن ثروة اديانه الموزعة على الجبال وضفاف الاهوار واعماق بواديه... كتبوا عن طباع التسامح وحلاوة العشرة لدى اهله التي تجعل الغريب واحداً من اهل الدار... كتبوا كل شي عنه في أدب رحلاتهم الذي يعد تاريخا عراقيا مدعاة للفخر.
كتب هؤلاء الرّحّالة الاجانب ما ضاع من الحوادث الجسيمة والوقائع العظيمة والمشاهدات النابهة من تاريخ العراقيين والتي سقطت سهوا أو عمدا عن مذكرات الحزبيين ومرويات التاريخ المزور في كراريس التلاميذ، عن وهم «بلاد العرب من الشام الى بغداد»، وأغمضوا عيونهم عن التقاط صورة بلادهم وما فيها من بدائع وكنوز وفتنة بكل شفافيتها وتفاصيلها فتصبح كتب رحلات الاجانب هذه، واحدة من اكبر مفارقات العراق، لتكتشف عيون الاجنبي الرحّال ما لا تراه عيون ابناء البلد المحليين من مؤرخين وشعراء ومؤلفي الكتب المدرسية. فظلت مملكة المياه العراقية السومرية الساحرة مجهولة وغامضة، حتى جاء اليها غافن يونغ موظف الشركة البحرية في البصرة فتعلق بتلك العوالم الأخّاذه ورابط في اهوار العراق بقية سنوات عمره، فكتب كتابه الشهير «العودة الى الاهوار» عن معايشة واكتشاف حقيقي للهور العراقي في جنياته، في سحر مخلوقاته، في ثرواته المخبوءة والظاهرة، في تاريخ اديانه المطمورة في غرين ارضه الرخوة، حتى اصبح كتاب يونغ هذا مرجعا مهما من مراجع تاريخ مملكة الماء العراقية واسرارها السومرية الى الدرجة التي أصبح لا يمكن ان تخطط مشروعا او تعيد الحياة الى مملكة الاهوار، من دون ان تعيد قراءة ما كتبه يانغ «في العودة الى الاهوار»، ورحلات ماسينيون والالماني فريدريك زون قنصل بغداد في العام 1898ومذكرات غروبا في «آخر مذكرات الدبلوماسيين» الذين مّروا بالعراق، الغريب ان هؤلاء الاجانب كتبوا عن بلادنا كل خير لكننا ما زلنا نعاملهم ككتاب استعماريين، ونشكّك في نياتهم حتى من افنى منهم عمره وحياته للعراق كغافن يونغ وسيرل بورتر الذي تزوج في العراق ومات فيه. اليوم عندما نقلب دفاتر رحلات الاجانب نجد ان المدينة الساحرة التي صوروها في مذكراتهم، كمدينة تحتمل الجميع بدون تمييز او استثناءات ، وتتنزه نساؤها ورجالها على ضفاف انهارها من دون مضايقات او سلطات متزمتة. طباع اهلها التسامح والمحبة للغرباء، مدينة تفتح قلوبها ومضافاتها للجميع. فمثلا محلة صغيرة من محلات باب الشيخ كانت تحتضن الافغاني والايراني والهندي لتنتج خليط بغداديا عجيبا من التوادد والمحبة والحميمية التي لا يوجد نظيرها بين كل المجموعات البشرية في كل احياء العالم ومدنه. تتحسر على المدينة التي ضاعت وصور الحرية التي غابت والعنفوان الحداثوي الذي طمسته بساطيل الانقلابات وحطمته زمجرة الدبابات، تتحسر على حداثتها المفقودة وصور تطورها المديني التي لم تغب عن عدسة الاجانب هؤلاء، فعلقت في ذاكرتهم ومدوناتهم، فرسموا كل هذا الجمال الموشوم على القلوب والسجايا. الا تستحق كتب الرحالة مركزاً وطنياً بحثياً يوثق ما خسرناه من تاريخ العراق في صفحاته الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، يعيد للذاكرة الوطنية تاريخ التعايش ليس بين ابنائه بطوائفهم واديانهم، بل في علاقتهم الودية مع الغريب الاجنبي الذي يأتي سائحا فيعلق في حب الرافدين ويفنى في هواه؟
--------------------------------------------------------------------------------
ماهر المنشداوي- عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 09/08/2009
رد: العراق في كتب الرحّالة الاجانب
اخي ماهر المنشداوي الف تحيه لك
موضوع جميل يلفت النظر لكني لااستطيع قراءته بهذا اللون لان اعيوني مثل فوانيس العراق القديمه اللي كانوا ايعلقوها بالشوارع بالليل يعني
باختصار مااشوف شي حتى اقراه الا اذا اتكرمت عليّ وغيرت لون النص اكون ممنون منك مع حبي واحترامي لك
موضوع جميل يلفت النظر لكني لااستطيع قراءته بهذا اللون لان اعيوني مثل فوانيس العراق القديمه اللي كانوا ايعلقوها بالشوارع بالليل يعني
باختصار مااشوف شي حتى اقراه الا اذا اتكرمت عليّ وغيرت لون النص اكون ممنون منك مع حبي واحترامي لك
saad alyasiri- على حافة الحلم العراقي
- عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 14/08/2009
مواضيع مماثلة
» العراق «الاتحادي»
» ريحة العراق في المغرب
» عن الديمقراطية المعذبة في العراق
» طالباني: السياسة التركية في العراق فشلت
» بل كل شيء في العراق ... للبيع !.. المهندس جمال الطائي
» ريحة العراق في المغرب
» عن الديمقراطية المعذبة في العراق
» طالباني: السياسة التركية في العراق فشلت
» بل كل شيء في العراق ... للبيع !.. المهندس جمال الطائي
منتديات حلمنا العراقي :: المنتديات الاجتماعية و الترفيه والفرفشه :: نادي الكاركتير والنكات والاخبار والصور الطريفه والمواقف المضحكة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى