الحزب أم الدولة؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحزب أم الدولة؟
الحزب أم الدولة؟
نصيف جاسم حسين
ربما تنبأ الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، بما ستؤول اليه حال العراقيين بعد انتخابات مجلس النواب حين استبق الجميع قبل ايام قلائل من موعد اجرائها، بالاعراب عن أمنيته بأن (تسفر الانتخابات العراقية عن ظهور"رجال دولة" في العراق). علما ان "أبطال" المشهد السياسي حينها هم من يطلق عليهم الآن- بعد الانتخابات- "زعماء الكتل"، وبعبارة اخرى هم من لم يعتبرهم الأمين العام في ذلك الوقت "رجال دولة".
فلم يخرج أغلب القادة السياسيين من نطاق حزبهم أو طائفتهم أو قوميتهم الى المجال الوطني الأوسع، فقد قبلوا بالتقسيم الطائفي –القومي، الذي خطه الحاكم المدني السابق بول بريمر –الذي يعترف بأخطائه تباعا- ورضوا بما آلت اليه أوضاع العراق التي انعكست ايجابا – وبطريقة عجيبة- على مصالحهم الخاصة.
لم يختر "رجال الطوائف" ذلك، الى ما هو أوسع فيكونوا "رجال دولة" كما تمنى السيد بان كي مون ومعه كل العراقيين - باستثناء "رجال الطوائف" طبعا- الذي تمنى الجميع استبدالهم بـ"رجال دولة" عن طريق الانتخابات التي صممت مفوضيتها وقانونها وبالتالي نتائجها للابقاء على مصالحهم ضمن نطاق وسياسة "المحاصصة الطائفية والقومية" التي تعني ضمنا عدم قدرتهم على ان يكونوا "رجال دولة".
لم يقم أغلب "رجال الطوائف" هؤلاء بأي جهد حقيقي للخروج من أسر طائفيتهم وتعنصرهم القومي أو المذهبي، وكان أول ما أنتجوه "دستور" يكرس الفوضى التي تتيح لهم ايجاد "الفرص" عبر المساومات للمزيد من الاثراء الشخصي ليس غير، عبر التصارع على المناصب والنفوذ الذي تتيحه حالة الفوضى التي لا أعتقد انها ستتغير الى حالة "النظام" الذي يضع كل شخص وكل شيء في مكانه الصحيح ما دام "رجال الطوائف" هم من يشكلون حاضر ومستقبل العراق وفق المساومات (السياسية-الطائفية –القومية).
وتم تكريم أعضاء الجمعية الوطنية التي انتجت هذا الدستور من قبل أنفسهم فمنحوا انفسهم رواتب تقاعدية تساوي 80% من رواتبهم لخدمة حقيقية لا تتجاوز الأشهر فأسسوا بذلك لسياسة (الدولة لصالح الفرد) التي اتبعها أعضاء مجلس النواب السابق الذي لم يفلح في تعديل الدستور ليكون دستور"نظام" وليس دستور "فوضى"، ومنح هؤلاء انفسهم "مخصصات وقطع أراض على ضفاف دجلة" تكريما لأنفسهم في "جلوسهم" في مجلس النواب، ثم تبعهم المجلس الحالي الذي لم يفلح – حتى الآن- في انتخاب رئيس له، لكنه أفلح في تخصيص الرواتب والمخصصات المالية لأعضائه مقابل خدمة فعلية تساوي صفر، وزاد عليها انه منح أعضاءه سلفة "ميسرة" قدرها تسعون مليونا لكل عضو في حين ان المواطن يحلم بسلفة "معسرة" تساوي عشر سلفة النائب "الميسرة".
لقد اتاحت بعض المناصب الحكومية للبعض التمترس خلف الاستار بدواعي الحرص على الطائفة الفلانية أو القومية الفلانية وقد استحال هذا التمترس الى بوادر تعصب مذهبي وقومي طالما كان العراق بعيدا عنه، أو على أقل تقدير كانت طبقته المثقفة بعيدة جدا عن تناوله أو الايمان به طريقا لبناء البلد، وكان السياسي –سابقا- محل تقدير الناس وحبهم على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم، فكان مجرد اطلاق وصف "سياسي" على شخص ما، يعني الوطنية والشجاعة والاقدام وأول من يضحي في سبيل الوطن والناس وآخر من يستفيد، الأمر الذي تغير تماما الآن، حيث ان وصف شخص ما بأنه سياسي يعني (طائفي- قومي- متعصب أول من يستفيد من أموال الدولة ومن منصبه وآخر من يضحي)!
لم يبن، ولن يبني "رجال الطوائف" دولة في العراق، بل الاحتمال الأرجح انهم سيكونون أدوات تقسيم العراق والهوية العراقية، وأتمنى ان لا يصل الحال بالعراقيين للطلب من "الصين" احتلال العراق، هذه المرة، وتشكيل حكومة "وطنية، ديمقراطية شعبية".
عن العالم
حسن احمد- حالم عراقي
- عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 18/11/2010
رد: الحزب أم الدولة؟
شكرأ لك استاذنا العزيز حسن احمد
نورتنا ونور اسمك اركان حلمنا العراقي
اشتقنا كثيرأ لرؤية اسمك على المواضيع
سواء تلك التي يخطها قلمك او تختارها على ذوقك الراقي
لا حرمنا الله من رفقتك والاستفاده من عقلك النير وفكرك الراجح وقلمك الرصين
دمت بالف خير .
نورتنا ونور اسمك اركان حلمنا العراقي
اشتقنا كثيرأ لرؤية اسمك على المواضيع
سواء تلك التي يخطها قلمك او تختارها على ذوقك الراقي
لا حرمنا الله من رفقتك والاستفاده من عقلك النير وفكرك الراجح وقلمك الرصين
دمت بالف خير .
المدير العام- حالم عراقي
- عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 07/08/2009
رد: الحزب أم الدولة؟
اشكرا اخي الكريم على ذوقك في الرد !
تحياتي مسبوقة بمودتي
تحياتي مسبوقة بمودتي
حسن احمد- حالم عراقي
- عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 18/11/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى